أين هي أخلاقيات و آداب مهنة الصحافة؟
"أجواء الرّعب"، "الفاف متخوفة"، "الماليون يتوعّدون"، "لا أهلا و لا سهلا بكم"، "السيدا و إيبولا"...
ما هذا، و أين نحن؟؟؟
هل الأسوَد الإفريقي بالنسبة لهم مرادف للأمراض المعدية و الأوبئة الخطيرة و كلّ أشكال الرّعب؟
روبورتاج الشروق، في عدده الذي سبق يوم المباراة التي جمعت بين الفريق الوطني الجزائري و نظيره المالي يوم الأربعاء 19 نوفمبر 2014 و التي انتهت بفوز هذا الأخير بنتيجة 2-0 في باماكو العاصمة المالية، يعرض لنا صورة المجتمع المالي و كأنه بلد كل المخاطر و الأمراض و الأوبئة و العنف و الرّعب و غير ذلك، رغم أن الجميع (بمن فيهم الجزائريين و الإفريقيين كلهم و حتى الأوروبيين) يثنون على روح الضيافة التي يتمتّع بها الشعب المالي، الكل يعلم أنهم شعب مضياف محترم و مُرحِّب، و الضيف عندهم مُعزّز و مكرّم، وابتسامتهم لا تفارق أبدا شفاههم.
الشروق تطلق مرّة أخرى حملة تشويه و كراهية ضد شعب إفريقي صديق (الشعب المالي المضياف) دون احترام آداب الإعلام و أخلاقيات المهنة الصحافية و معايير الإلتزام بها.
ما الفائدة من كل هذا الحقد و العنصرية؟
إذن، لا داع من الآن لإطلاق حملات تحسيسية ضدّ العنف في الملاعب على وسائل الإعلام المرئية و المكتوبة لأن الحملة التحسيسية هدفها الهروب من اتخاذ قرارات ردعية ضدّ المتسبّبين التي من شأنِها التخفيف من العنف،
و الخطأ ليس خطأ من رمى بالمقذوفات على أرضية الملعب أو من تلفّظ بكلام قبيح و فاحش أمام الملأ، و إنّما خطأ من شحنهُ و حرّضه على فعل ذلك